وكذلك دعاء الله سبحانه وتعالى، لا يجهر به جهرا مسمعا; بل يخفيه إخفاء بحيث يسمع نفسه كبقية الذكر الذي في الصلاة وغيرها، وليس المقصود من فضيلة إخفاء الدعاء أنه لا يسمع نفسه; هذا المعنى لم يعنه أحد.
وقد قال تعالى في الذكر، الذي هو أعم من القرآن والدعاء وغيرهما:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ}[سورة الأعراف آية: ٢٠٥] ، قال العلماء: معناه: سرا بحيث تسمع نفسك {تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}[سورة الأعراف آية: ٢٠٥] فدلنا ذلك على أن الأمر في الدعاء الوسط، وهو بقدر ما يسمع الداعي نفسه، ما لم يكن الداعي إماما قانتا، والمأموم خلفه، فإنه يجهر بحيث يسمع من خلفه، كما جاء فيه الأثر.