فكأنها جمعت بين الاعتذار عن معرة الجيش بكونهم لا يشعرون، وبين لوم أمة النمل حيث لم يأخذوا حذرهم ويدخلوا مساكنهم؛ فهذه عشر جمل، وقد ذكرها في "مفتاح دار السعادة" على التفصيل فليراجع. والله أعلم.
[تفسير الشيخ ابن تيمية لآيات أشكلت من سورة النمل]
قال الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى.
قال شيخ الإسلام، رحمه الله في تفسير آيات أشكلت: ومنها قوله: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [سورة النمل آية: ٨٩] الآية: ذكر أن المشهور عن السلف: أن الحسنة لا إله إلا الله، وأن السيئة الشرك; ثم ذكر عن السدي، قال: ذلك عند الحساب ألفي بدل; كل حسنة عشر سيئات، فإن بقيت سيئة واحدة فجزاه النار، إلا أن يغفر الله له.
قلت: تضعيف الحسنة إلى عشر، وإلى سبعمائة، ثابت في الصحاح; وأن السيئة مثلها; وأن الهم بالحسنة حسنة، والهم بالسيئة لا يكتب; فأهل القول الأول قالوه لأن أعمال البر داخلة في التوحيد، فإنه عبادة لله بما أمر به، كما قال تعالى:{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}[سورة البقرة آية: ١١٢] الآية.