والقول الثالث: أن المعنى: إلا أن تتوددوا إلى بعضكم بعضا، وتصلوا قراباتكم، قاله عبد الله بن القاسم.
والقول الرابع: أن المعنى، يعني: أن تحفظوا قرابتي، وتودوني، وتصلوا رحمي، وهي رواية عن ابن عباس، وهو قول علي بن الحسين، استشهد بهذه الآية حين سيق إلى الشام أسيرا؛ وهو قول ابن جبير والسدي، وعمرو بن شعيب. وكل هذه الأقوال تحتمل هذه الآية; وأولاها بالصواب: قول ابن عباس، وعلي بن الحسين، ومن معهما من المفسرين.
وأما القربى الذين أمر بمودتهم، فأحق الناس بذلك: أهل البيت: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، ويدخل فيهم جميع ولد عبد المطلب، كما قال زيد بن أرقم، حين سأله حصين: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال:"نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده; قال: ومن هم؟ قال: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس" كما ذكره مسلم في صحيحه عنه; وأما ما تشتمل عليه مودتهم، فتشتمل على محبتهم وتوليهم، وتوقيرهم واحترامهم، وكف الأذى عنهم.
قال الشيخ: عبد اللطيف بن عبد الرحمن، رحمهما الله تعالى؛ تأمل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ