للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاعدة الثانية وهي: أنهم يدعون الصالحين، مثل الملائكة، وعيسى، وعزير، وغيرهم; وكل من ينتسب إلى شيء من هؤلاء، سماه إلها; ولا يعني بذلك، أنه يخلق، أو يرزق; بل يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، ويقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر آية: ٣] . والإله في لغتهم، هو الذي يسمى في لغتنا: فيه السر; والذي يسمونه الفقراء: شيخهم; يعنون بذلك: أنه يدعى، وينفع، ويضر; وإلا فهم مقرون لله بالتفرد بالخلق، والرزق; وليس ذلك معنى الإله، بل الإله المقصود: المدعو، المرجو.

لكن المشركون في زماننا أضل من الكفار الذين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجهين: أحدهما: أن الكفار إنما يدعون الأنبياء والملائكة في الرخاء; وأما في الشدائد، فيخلصون لله الدين، كما قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} الآية [سورة الإسراء آية: ٦٧] . والثاني: أن مشركي زماننا، يدعون أناسا لا يوازنون عيسى والملائكة.

إذا عرفتم هذا، فلا يخفى عليكم ما ملأ الأرض من الشرك الأكبر، عبادة الأصنام، هذا يأتي إلى قبر نبي، وهذا إلى قبر صحابي، كالزبير، وطلحة، وهذا إلى قبر رجل صالح وهذا يدعوه في الضراء، وفي غيبته; وهذا ينذر له، وهذا يذبح للجن، وهذا يدخل عليه من مضرة الدنيا والآخرة، وهذا يسأله خير الدنيا، والآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>