تضرم الشر، فيكون حطب القلوب; وقد يقال: ذنبها أعظم، وحمل النميمة لا يوصف بالحبل في الجيد;
وإن كان وصفا لحالها في الآخرة، كما وصف بعلها: هو يصلى، وهي تحمل الحطب عليه، كما أعانت على الكفر، فيكون من حشر الأزواج.
وفيه عبرة لكل متعاونين على الإثم، أو على إثم ما، أو عدوان ما، ويكون القرآن قد عم الأقسام الممكنة في الزوجين، وهي أربعة: إما كإبراهيم وامرأته، وأما هذا وامرأته، وإما فرعون وامرأته، وإما نوح وامرأته ولوط.
ويستقيم أن يفسر حمل الحطب بالنميمة، بحمل الوقود في الآخرة، كقوله:"من كان له لسان" إلخ.
وقال الشيخ: محمد، رحمه الله تعالى: قصة سبب نزول {تَبّتُ} إلى آخرها، فيها مسائل:
الأولى: ما فيها من دلائل الإلهية.
الثانية: ما فيها من دلائل النبوة.
الثالثة: ما فيها من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله الحق الذي لا يقدر غيره بقوله.
الرابعة: أن هذا هو العقل والصواب، أعني: صعود الجبل، والصياح في هذه المسألة، ولو عده أكبر الناس سفها، بل جنونا.
الخامسة: شدة الخطر العظيم، فيمن عذل من فعل ذلك.
السادسة: لعل الكلمة التي لا يلقي لها بالا، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه، ولعله يعتقدها نصيحة أو صلة رحم.