البحر؛ وقيامك عليه، كإخراجه وإنقاذه من الغرق؛ وسكوتك عنه كتركه غريقا سواء بسواء.
فاتق الله في أخيك المسلم، وخذ على يده بكل ما تقدر عليه، من نصحه وإرشاده، وأمره ونهيه؛ ولا تدعه يفترسه الشيطان وأنت تنظر.
فيا معشر العلماء، ويا أهل الحسبة، ويا معشر الأئمة والمؤذنين، ويا أهل الحل والعقد، ويا معشر المنتسبين إلى الخير، اتقوا الله في أنفسكم، وخذوا على أيدي إخوانكم، ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم، وذودوهم عن مرتع الهلكة، فليس هذا زمن الإحجام والتأخر، بل هذا زمن الإقدام والتقدم، وأعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا.
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[سورة الأنفال آية: ٢٥] ، واحذروا ما جرى على الأمم الماضية، والقرون الخالية، من العقوبات والمثلات، قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[سورة هود آية: ١٠٢] .
ولا يغرنكم ما بسط عليكم من النعم التي لا يحصيها عدد، ولا ينهيها أمد، من صحة الأبدان، وأمن في الأوطان، وبسط في الرزق وخفض في العيش؛ فإنها إذا لم تكن على استقامة، سريعة الذهاب، وشيكة التغير والانقلاب.