للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت رأيت عدم إجابة السائل لذلك، لكن نظرا إلى أن للسائل حقا، وإلى فشو تعاطي هذا الخبيث بما لا يخطر على البال، آثرت الجواب على ذلك.

فأقول: لا ريب في خبث الدخان ونتنه، وإسكاره أحيانا وتفتيره، وتحريمه بالنقل الصحيح، والعقل الصريح، وكلام الأطباء المعتبرين.

أما النقل الصحيح فقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [سورة الأعراف آية: ١٥٧] .

وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" ١، ولمسلم: "وكل مسكر حرام" ٢، وروى أبو داود والترمذي وحسنه، عن عائشة موفوعا: "كل مسكر حرام، وما أسكر الفرق منه، فملء الكف منه حرام" ٣. وكل من الآية الكريمة، والأحاديث الصحيحة دال على تحريمه، فإنه خبيث، مسكر تارة ومفتر أخرى؛ لا يماري في ذلك إلا مكابر للحس والواقع.

ولا ريب أيضا في إفادتها تحريم ما عداه من المسكرات والمفترات. وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل


١ مسلم: الأشربة (٢٠٠٣) , والترمذي: الأشربة (١٨٦١) , وأبو داود: الأشربة (٣٦٧٩) , وابن ماجه: الأشربة (٣٣٩٠) , وأحمد (٢/٢٩) .
٢ مسلم: الأشربة (٢٠٠٣) , وأبو داود: الأشربة (٣٦٧٩) , وأحمد (٢/١٦ ,٢/٣١ ,٢/١٠٤) .
٣ البخاري: المغازي (٤٣٤٣) , ومسلم: الأشربة (١٧٣٣) , والنسائي: الأشربة (٥٥٩٥ ,٥٥٩٧ ,٥٦٠٢ ,٥٦٠٤) , وأبو داود: الأشربة (٣٦٨٤) , وابن ماجه: الأشربة (٣٣٩١) , وأحمد (٤/٤١٠ ,٤/٤١٥ ,٤/٤١٧) , والدارمي: الأشربة (٢٠٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>