فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه، وإنما فارق الجماعة: إبراهيم بن سعد، وعبيد الله العنبري. انتهى.
قلت: وإبراهيم بن سعد، وعبيد الله بن الحسن العنبري، من ثقات أتباع التابعين، ولعل ما نقل عنهما من سماع الغناء، إنما هو في الشيء القليل الذي يزهد في الدنيا، ويرغب في الآخرة؛ وحملهما على أحسن المحامل أولى من حملهما على سماع الغناء المحرم.
وهكذا يروى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من سماع الغناء وشراء الجواري المغنيات، يجب أن يحمل على الشيء اليسير الذي لا يصد عن الحق، ولا يوقع في الباطل، مع أن ابن عمر والحسن البصري، قد أنكر عليه ذلك.
ومعلوم عند أهل العلم والإيمان أن الحق أولى بالاتباع، وأنه لا يجوز مخالفة الجماعة، والأخذ بالأقوال الشاذة من غير برهان؛ بل يجب حمل أهلها على أحسن المحامل، مهما وجد إلى ذلك سبيل، إذا كانوا أهلا لإحسان الظن بهم، لما عرف من تقواهم وإيمانهم.
وسبق لك أيها القارئ قول سليمان التيمي:"لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله".