للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخططون لبرامجه، فأقول مستعينا بالله معتمدا عليه:

لا شك أن هذه الآلة المعروفة بالتلفزيون، التي انتشرت في كثير من البلاد، واستعملها الكثيرون من الناس في بيوتهم، وبين فتيانهم وفتياتهم، حتى عمت الأندية والمجالس العامة.

وقبل أن نتكلم على حكمها، ونبين مضارها ومفاسدها، لابد من مقدمة قبل ذلك، نبين فيها ما ينبغي للمسلم التنبه له، من بيان حكم اللهو الممنوع، وتقسيم القلوب، وإشراب بعضها بالفتن ومحبتها لها، وإنكار البعض لها، واستنارتها بنور الإيمان.

المقدمة

روى أبو داود والترمذي والنسائي، والحاكم، وقالت صحيح الإسناد عن عقبة بن عامر، رضي الله عنه أن رسوله الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهن من الحق" ١.

في هذا الحديث دليل، على أن كل لهو يلهوه ابن آدم فهو باطل، أي: محرم ممنوع، ما عدا هذه الثلاثة، التي استثناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها من الحق، أو وسيلة إليه؛ قال الخطابي في معالم السنن، قوله: "ليس من اللهو إلا ثلاث" ٢ يريد ليس من اللهو المباح إلا ثلاث؛ وقد جاء معنى ذلك


١ الترمذي: فضائل الجهاد (١٦٣٧) .
٢ النسائي: الخيل (٣٥٧٨) , وأبو داود: الجهاد (٢٥١٣) , وأحمد (٤/١٤٦ ,٤/١٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>