وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه:"اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم": فجاءت الشريعة باتباع أولئك السابقين، على الهدى الذي رضيه الله لهم، وبمخالفة من سواهم، إما لمعصيته، وإما لنقيصته، وإما لأنه مظنة النقيصة.
فإذا نهت الشريعة عن مشابهة العجم، دخل في ذلك ما عليه الأعاجم الكفار قديما وحديثا، ودخل في ذلك ما عليه الأعاجم المسلمون، مما لم يكن عليه السابقون الأولون، كما يدخل في مسمى الجاهلية العربية، ما كان عليه أهل الجاهلية قبل الإسلام، وما عاد إليه كثير من العرب من الجاهلية التي كانوا عليها؛ ومن تشبه من العرب بالعجم لحق بهم، ومن تشبه من العجم بالعرب لحق بهم.
ثانيا: أن المرأة عورة، ومأمورة بالاحتجاب والستر، ومنهية عن التبرج، وإظهار زينتها، ومحاسنها ومفاتنها، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ}[سورة الأحزاب آية: ٥٩] الآية وقال تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}[سورة النور آية: ٣١] .
وقال تعالى:{وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[سورة الأحزاب آية: ٣٣] . وهذا اللباس مع ما فيه من التشبه، ليس بساتر للمرأة، بل هو مبرز لمفاتنها، ومعر لها، ومغر بها من رآها وشاهدها، وهي بذلك داخلة في الحديث الصحيح عن