للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة.

وقد تقدم قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [سورة الأحزاب آية: ٥٣] ولم يستثن شيئا، وهي آية محكمة، فوجب الأخذ بها والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها؛ والحكم فيها عام في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين.

وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد، وتحريم وضعهن الثياب إلا بشرطين: أحدهما: كونهن لا يرجون النكاح. والثاني: عدم التبرج بالزينة. وسبق الكلام على ذلك، وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع، على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة.

ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج، وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرايع، وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد، وظهور الفواحش.

ومن أعظم أسباب الفساد: خلوة الرجال بالنساء وسفرهم بهن من دون محرم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" ١.

وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان


١ البخاري: الحج (١٨٦٢) , ومسلم: الحج (١٣٤١) , وأحمد (١/٢٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>