إننا نتساهل في الأمر، ونظن الخطب أيسر من ذلك، فنترك البنات يلبسن ما يختاره لهن الأمهات، ونقول: عندما يقاربن، سيمنعهن الحياء، وتقهرهن صفة الأنوثة فيهن، وهذا حسن نية مصيره الخطأ.
فإن من اعتاد شيئا في صغره، صعب عليه الابتعاد عنه إذا كبر، وقد يأتي اليوم الذي تخرج فيه الفتاة- إن تركت وما يحلو لها- على تقاليد أمتها، فلينظروا إلى البلاد العربية والإسلامية المجاورة ويستبينوا الأمر.
إن الكثير من الشباب، يحبذ هذه الحياة، ويراها تتيح للمرأة معرفة محيطها، وسبر أحوال مجتمعها، ويرى حياة البيت عارا على أمة تريد النهوض والرقي، وينظر إلى نساء الغرب السافرات نظرة إعجاب وتقدير.
وهذا من ضعف الإيمان، وقلة البصيرة في الدين، وكثرة الجهل، وغلبة الهوى، مما جعل أهل الغيرة يعيشون في حمى من الهموم والقلق، فإذا كانت حياة البيت تعد عارا، فكيف يعيشه أهل المروءة؟ !
إذا كانت حياة البيت عارا ... وإن كان التمدن في التعري
فكيف يعيش ذو الأنف الحمي ... فما فضل الحَصَان على البغي
والتعليم له خيره ومعه خطره، وإننا لا نعارض في تعليم الفتاة، ولكننا نريد تعليما يحفظ لها كرامتها، ويصون وجهها عن رؤية الأجانب، ويربى فيها روح الدين، ويعطيها