للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكر، كما هو في الشرع. ولا يحلله كثرته ورواجه، ولا محبة البعض وارتكابه.

فإن بعض البلدان المجاورة، قد رأت ذلك ضروريا وأمرت به، وأجبرت عليه، وليس الأمر كذلك؛ فإن الناس لم يكونوا ضائعين قبل وجود هذه المعصية، من أول الرسل إلى آخرهم، وقبلهم وبعدهم؛ بل حصل الضياع والتلاعب، بعدما أهملت الأوامر السماوية.

فإنه لو كان في هذا الأمر خير، لأمر به خير البرية، قال صلى الله عليه وسلم: "لقد تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" ١. فالله المستعان.

فإذا أجبر الإنسان على شيء من ذلك، فإثمه على من أجبره، بشرط أن يكون كارها لذلك، فلا يصلي بالصورة معه، ولا ينصبها في مجلسه; وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة" ٢.

ولكن الآن انعكست الحال، وصارت بعض البيوت ملآنة من الصور والكلاب; وإذا نفرت الملائكة من البيوت، قرت بها الشياطين، فقلَّ أن تجد في بعض البلدان المجاورة، بيت ثري ورئيس، إلا وعنده الكلاب، تأكل معه- نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة -؛ وهذه حالة الإفرنج، ومن تشبه بهم.

فيا عباد الله، إن أعداءكم بذلوا أسبابهم لإفساد دينكم،


١ سنن ابن ماجه: كتاب المقدمة (٥ ,٤٤) , ومسند أحمد (٤/١٢٦) .
٢ البخاري: بدء الخلق (٣٢٢٥) , ومسلم: اللباس والزينة (٢١٠٦) , والترمذي: الأدب (٢٨٠٤) , والنسائي: الصيد والذبائح (٤٢٨٢) والزينة (٥٣٤٧ ,٥٣٤٨) , وابن ماجه: اللباس (٣٦٤٩) , وأحمد (٤/٢٩ ,٤/٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>