للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاللحية شريفة، ولها أهمية كبيرة؛ ولشرفها وعظم شأنها، قرر الفقهاء على من جنى عليها، وأذهب جمالها ومنفعتها، الدية كاملة; وشعر العوارض من اللحية.

وقد حدث في هذا الزمان أناس عادوا اللحية وقلوها، ١ وبالأمواس أو النتف أزالوها، فوجوههم خالية من الشعر، جرد مرد كوجوه النساء، قد استحوذ عليهم الشيطان، فهم يميلون إلى الرقة والليونة في الأخلاق والملابس، مخالفون لهدى نبيهم.

أيها المسلمون، اعلموا أن اللحية زينة الرجال، وأن اللحية شرف الرجال، وأن اللحية ميزة الرجال، وأن اللحية فارقة بين الرجال والنساء، وأن اللحية خشونة ووقار.

وحلقها نوع من التخنث، وكفر لهذه النعمة؛ ولا يرضى بحلقها إلا من سفه نفسه، وعميت بصيرته عن مصالحه، وأضاع شرفه، وخالف هدى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ومما يحرم، أو يكره كراهة شديدة: تغيير شيب اللحية بالسواد، لقوله صلى الله عليه وسلم في والد أبي بكر: "غيروا شعره وجنِّبوه السواد" ٢، وفي حديث ابن عباس، أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة" ٣ نسأل الله العافية.


١ أي: أبغضوها.
٢ مسلم: اللباس والزينة (٢١٠٢) , والنسائي: الزينة (٥٠٧٦) , وأبو داود: الترجل (٤٢٠٤) , وابن ماجه: اللباس (٣٦٢٤) , وأحمد (٣/٣١٦ ,٣/٣٢٢) .
٣ النسائي: الزينة (٥٠٧٥) , وأبو داود: الترجل (٤٢١٢) , وأحمد (١/٢٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>