للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"، نعم: ليس الإسلام كله في اللحية; ولكن: اللحية في الإسلام، وإنها من سنن الأنبياء الذين أمرنا بالاقتداء بهم.

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عشر من الفطرة، قص الشارب، وإعفاء اللحية.." ١ الحديت.

قال صاحب مجمع البحار، أي: من سنن الأنبياء عليهم السلام، الذين أمرنا بالاقتداء بهم فيها، أي: من السنن القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، فكأنها أمر جبلي فطروا عليه؛ فكيف بكم إذا أنتم تقفون بين يدي الجبار القهار؟ وماذا تكون الحجة والجواب؟!

ومن أقبح ما جاهروا به: حلق اللحية، وتشويهها بالقصر أو نحوه، وأخذ العارض أو توقيفه، فتشبهوا بالنساء بنعومة الخدود، وتشبهوا بالكفرة والمشركين بحلقها، وبالمجوس بتقصيرها.

والذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من تشبه بغيرنا" ٢, ومع ذلك يشربون الخمور، ويلعبون الميسر، ويشتغلون بالملاهي، والسينما، وحضور أماكن الرقص، متختمين بالذهب، لا حياء عندهم، ولا خجل، ولا مروءة.

وقد اتبعوا غير سبيل المؤمنين، وسلكوا مسلك


١ مسلم: الطهارة (٢٦١) , والترمذي: الأدب (٢٧٥٧) , والنسائي: الزينة (٥٠٤٠ ,٥٠٤٢) , وأبو داود: الطهارة (٥٣) , وابن ماجه: الطهارة وسننها (٢٩٣) , وأحمد (٦/١٣٧) .
٢ الترمذي: الاستئذان والآداب (٢٦٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>