للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثنا حجاج - يعني ابن منهال – قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة – قال: حدثنا حبيب بن الشهيد، قال: سمعت أبا مجلز يقول: إن معاوية رضي الله عنه خرج، وعبد الله بن عامر، وعبد الله بن الزبير قعود.

فقام ابن عامر، وقعد ابن الزبير - وكان أرزنهما -، قال معاوية رضي الله عنه قال النبي: صلى الله عليه وسلم "من سره أن يمثل له عباد الله قياما، فليتبوأ بيتا في النار" ١ إسناداه صحيحان على شرط مسلم.

قال ابن الأثير في قوله: "من سره أن يمثل له الناس قياما، فليتبوأ مقعده من النار" ٢ أي: يقومون له قياما وهو جالس، يقال مثل الرجل يمثل مثولا، إذا انتصب قائما، وإنما نهى عنه، لأنه من زي الأعاجم، ولأن الباعث عليه الكبر، وإذلال الناس.

وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى، في الكلام على قول النبي: صلى الله عليه وسلم "إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا، وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما، ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها" ٣.

في هذا الحديث: أنه أمرهم بترك القيام الذي هو فرض في الصلاة، وعلل ذلك بأن قيام المأمومين مع قعود الإمام، يشبه فعل فارس والروم بعظمائهم في قيامهم وهم قعود.

ومعلوم أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله لا لإمامه،


١ الترمذي: الأدب (٢٧٥٥) , وأبو داود: الأدب (٥٢٢٩) , وأحمد (٤/٩١) .
٢ الترمذي: الأدب (٢٧٥٥) , وأبو داود: الأدب (٥٢٢٩) .
٣ مسلم: الصلاة (٤١٣) , والنسائي: السهو (١٢٠٠) , وأبو داود: الصلاة (٦٠٢) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢٤٠) , وأحمد (٣/٣٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>