حمد بن فارس، وكان يلي بيت المال، فرأى وصول الكتاب بقلم الشيخ عبد الله، ومشموع بتمرة، ففتحه، ثم جاء به إلى الملك عبد العزيز.
فراح به إلى الشيخ عبد الله، فقال له: يا شيخ تستدين وأنا موجود؟! فقال الشيخ عبد الله: تدخل على الله ثم تدخل على الله، لا تفسد علي ديني، لا تفسد علي ديني. وكان لا يبتذل العلم، ويأتي إليه الملك في مهماته، وقد يأتيه في حالة التعليم فلا يقطع الدرس والعلم وطلبته.
واستقدم الشيخ سعد من الجنوب، وكان يعلم في المسجد الجامع; ولما ثقل كان يجلس في بيته مضطجعا، حرصا على التبليغ، فما أشبه استقدامه بما تقدم من وصية الملك الفاتح لابنه.
وكان الشيخ حمد بن فارس - وهو الذي يلي بيت المال - يجلس لطلبة العلم بعد صلاة الفجر، في مسجد الشيخ عبد الله، الذي كان يجلس فيه للتعليم؛ وكان الملك يرسل رجاله للشيخ حمد بن فارس، يستحثونه لقضاء حاجات من يسافر، فلا يقطع الدرس، لمكانة العلم عند أولئك. وهذه أمثلة ذكرتها، ليقتدى بأولئك العلماء الأفاضل، ولا أطيل بغيرها.
وكان الحسن البصري رحمه الله، يقول:"لا تكونوا من قوم أهلكتهم الأماني، حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة" ويقول أحدهم: إني لأحسن الظن بربي، وقد كذب، فإنه لو