للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إراداتهم، وطريقه غير طريقهم، فهو في واد، وهم في واد.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة يونس آية: ٧-٨] .

وقال بعض السلف: نظر أهل المعاصي لا يجاوز مبادئ شهواتهم، ولا ينظرون إلى منتهى غاياتها؛ والعاقل البصير الحازم ينظر ما وراء السور، من الغايات المحمودة والمذمومة.

فيرى المنهيات كطعام لذيذ، قد خلط فيه سم قاتل، فكلما دعته لذته إلى تناوله، نهاه ما فيه من السم؛ ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق، مفض إلى العافية والشفاء، كلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله، أمره نفعه وحلاوة عاقبته بالشفاء والعافية، بالصبر على ذلك، فالله المستعان. انتهى.

وقال شيخ الإسلام: فظلم المقاتلة بترك الجهاد عن المسلمين، من أعظم الظلم، قال: وكذلك أهل العلم، الذين يحفظون على الأمة الكتاب والسنة صورة ومعنى، مع أن حفظ ذلك واجب على الأمة عموما على الكفاية.

ومنه ما يجب على أعيانهم، وهو علم العين الذي يجب على المسلم في خاصة نفسه؛ لكن وجوب ذلك عينا وكفاية على أهل العلم الذين رأسوا فيه، أو رزقوا عليه، أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموما.

وقد يتعين عليهم، لقدرتهم عليه وعجز غيرهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>