للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [سورة الأنفال آية: ٦٠] ، وبقوله عليه السلام: "استعن بالله ولا تعجز" ١، لأدركوا مرادهم، وعملوا كغيرهم، وفاقوهم في العمل. ولكن لم يعملوا بقدر استطاعتهم، وأخلدوا إلى العجز والكسل؛ وهذا شيء ينهى عنه الشرع، وإلا فما المانع من أن نطبق مدلول هذه الكلمة: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدأ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.

وأما ما ذكرتم من أن هذا العصر وقت التنظيم الحديث، ليكون الرخاء والتقدم من نصيبنا، فنقول: إن أريد التنظيم الحديث بمعنى المحدث في نظامنا الإسلامي، فلسنا في حاجة إليه. فالدين كامل لا يحتاج إلى تجديد، وبكماله كمل لنا كل معنى من المعاني التي نحتاجها؛ وقد حصل لنا من الرخاء والطمأنينة التي لا توجد في غير بلادنا، على حسب ما طبقنا من النظم الشرعية. وأما التقدم، فإن أريد به الصناعي، فهذا لا يحتاج إلا إلى عمل وجد، وعدم انهماك في الشهوات، ولم يحصل تقدم لأحد كما حصل لأوائلنا الذين تمسكوا بدينهم حق التمسك، وطبقوا تعاليمه على الوجه الأكمل، فقد سادوا العالم أجمع؛ فلو طبقناه كتطبيقهم، لوصلنا إلى ما وصلوا إليه.

ومبادؤنا لا تحتاج إلى صقل وتركيز - كما قلتم إنها


١ مسلم: القدر (٢٦٦٤) , وابن ماجه: المقدمة (٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>