للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩] الآية:

فنهاهم عن قربانها، لأن القرب من الشيء ذريعة للوقوع فيه، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه. ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على أن ذريعة الحرام حرام، قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من العقوق شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه" ١، فقد جعل صلى الله عليه وسلم ذريعة السب سبا، وهو واضح في أن ذريعة الحرام حرام.

وبالجملة، فمن المحسوس أن صوت المرأة الرخيم الرقيق من جملة مفاتنها، كمحاسن جسدها؛ ولذا ترى المتشبهين بالنساء يذكرون صوت المرخم كذكرهم جمال الجسم، وذلك كثير جدا، كقول ذي الرمة:

لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولانزر

وعينان قال الله كونا فكانتا ... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر

فجعل صوتها الرخيم، وبشرتها التي هي كالحرير، وحسن عينيها سواء، في أن الجميع من جملة محاسنها. وقال قعينب بن أم صاحب:

وفي الخدور لو أن الدار جامعة ... بيض أوانس أصواتها غنن

فجعل غنة صوتها كبياض جسمها، وهذا معروف؛


١ مسلم: الإيمان (٩٠) , والترمذي: البر والصلة (١٩٠٢) , وأحمد (٢/١٦٤ ,٢/١٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>