وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} ، [الحج الآيتان: ٢٥-٢٦] ، فقال الطواغيت الذي قال الله فيهم:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}[سورة التوبة آية: ٣١] . إن فساق مكة حشو الجنة! مع أن السيئات تضاعف فيها، كما تضاعف الحسنات، قانقلبت القضية بالعكس، حتى آل الأمر إلى الهتيميات، المعروفات بالزنى، والمصريات، يأتون وفودا يوم الحج الأكبر، كل من الأشراف معروفة بغيته منهن جهارا، وأن أهل اللواط، وأهل الشرك، والرافضة، وجميع الطوائف، من أعداء الله ورسوله آمنين فيها، وأن من دعا أبا طالب آمن، ومن وحد الله وعظمه ممنوع من دخولها، ولو استجار بالكعبة ما أجارته، وأبو طالب والهتيميات يجيرون من استجار بهم {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}[سورة النور آية: ١٦] . {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[سورة الأنفال آية: ٣٤] .
وما جئنا بشيء يخالف النقل، ولا ينكره العقل; ولكنهم يقولون ما لا يفعلون، ونحن نقول ونفعل:{كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} ، [سورة الصف آية: ٣] . نقاتل عباد الأوثان، كما قاتلهم صلى الله عليه وسلم، ونقاتلهم على ترك الصلاة، وعلى منع الزكاة، كما قاتل مانعها، صديق هذه الأمة، أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولكن ما هو إلا كما قال ورقة بن