للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طلبهم وارتحالهم.

وقد افْتَضَح أقوامٌ ادَّعَوْا الرواية عن شيوخٍ ظهرَ بالتاريخ كذِبُ دعواهم (١).

[المُدَلَّس]

والقِسْم الثاني: وهو الخفي: الْمُدَلَّس -بفتح اللام- سُمِّيَ بذلك لكون الراوي لم يُسَمِّ مَنْ حدثه، وأَوْهَمَ سماعَه للحديث ممَّنْ لم يحدِّثْه به.

واشتقاقُه من الدَّلَسِ -بالتحريك-، وهو اختلاط الظلام (٢)، سُمِّيَ بذلك لاشتراكهما في الخَفَاءِ.

ويَرِدُ المُدَلَّسُ بصيغةٍ من صِيَغ الأداء تحتمل وقوع اللُّقيِّ بين المُدلِّس ومَنْ أَسنَد عنه، كـ"عن"، وكذا "قال". ومتى وقع بصيغةٍ صريحةٍ لا تَجَوُّزَ فيها كان كَذِباً.

[حكم رواية المُدَلِّس]:

وحُكم مَنْ ثبت عنه التدليس-إذا كان عَدْلاً-: أن لا يُقْبَلَ منه إلا ما صَرَّح فيه بالتحديث، على الأصح (٣).

[المُرْسَل الخفيّ]

وكذا المرسَلُ الخفي، إذا صَدَرَ من معاصرٍ (٤) لَمْ يَلْقَ مَنْ حدَّث عنه، بل بينه وبينه واسطةٌ.


(١) قال سفيان الثوري: ((لَمّا استعمَل الرواةُ الكذبَ استعملنا لهم التأريخ)).
(٢) في نسخةٍ: "اختلاط الظلام بالنور".
(٣) في الأصل حاشية بخط المصنف، نصها: "بلغ قراءة بحث عليّ".
(٤) أَيْ: في أَيِّ موضعٍ مِن السند؛ فالمرسَل الخفيّ لا يُشترطُ له موضعٌ في السند؛ بخلاف المرسَل الظاهر الذي هو قول التابعيّ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنّ هذا هو موضعه.

<<  <   >  >>