للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه مما يدل على حكمه، إثباتاً أو نفياً، والأَوْلى أن يَقْصُرَ (١) على ما صَحَّ أو حَسُنَ، فإنْ جَمع الجميعَ فَلْيُبَيِّنْ عِلَّةَ الضعيف (٢).

أو تصنيفه على العلل، فَيَذْكر المتن وطُرُقَهُ، وبيان اختلاف نَقَلَتِه، والأَحسنُ أنْ يُرَتِّبها على الأبواب؛ لِيَسْهل تناولها.

أو يجمعه على الأطراف، فَيَذْكُر طرفَ الحديث الدال على بقيته، ويجمع أسانيده، إما مستوعباً، وإما متقيِّداً بكُتُبٍ مخصوصةٍ.

ومِن المهم: معرفةُ سببِ الحديثِ:

[أسباب الحديث]

وقد صَنَّفَ فيه بعض شيوخ القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي (٣)، وهو أبو حفص العُكْبُري (٤)، وقد ذَكر الشيخ تقيّ الدِّين ابن دقيق


(١) في بعض النسخ: "يَقْتَصِرَ".
(٢) في نسخةٍ: "الضعف".
(٣) هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف، أبو يعلى، المعروف بابن الفراء، ٣٨٠ - ٤٥٨ هـ‍، برع في حفظ الحديث والفقه الحنبلي، وإليه انتهت رئاسة الحنابلة، مِن كتبه: "الأحكام السلطانية"، و"أحكام القرآن".
(٤) هو أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز، المعروف بابن أبي عمرو العكبري، فقيه حنبلي، ت ٤١٧ هـ، ونَقل الخطيب عنه أنّ مولده كان في سنة عشرين وثلاث مئة. وهذا هو الصواب في ترجمته، لا ما ذكرتُه في الطبعة السابقة وما ذكره غيري، وقد حصَل خلطٌ في تحديد ترجمته عند بعضهم، ونَقل الذهبي في موضعٍ مِن سيَر أعلام النبلاء، ١٣/ ١٠٥، عن الخطيب أنه أرّخ وفاته بسنة ٣١٧ هـ، لكن هذا وهَمٌ؛ بدليل أنّ ٤١٧ هـ هو التأريخ المطابق لكلام الخطيب في "تاريخ بغداد"، ١١/ ٢٧٣؛ وكذلك لأنّ الذهبي ذكر في موضعٍ آخر مِن السيَر، ١٣/ ١٣٠، وكذا في "تاريخ الإسلام" عن الخطيب بأنّ وفاته في ٤١٧ هـ؛ وبهذا يتبيّن الصواب، وبعد تعبٍ في تحديد ترجمتِهِ مِن بين الأسماء المشابِهة رأيتُ تعليقاً للدكتور نور الدين عتر حاشيةً على هذا الموضع في طبعته الثالثة، ص ١٤٨، حاشية ٣، فإذا هو متوافقٌ مع ما انتهيتُ إليه هنا، إضافةً إلى استدراكٍ له في هذا على الشيخ أحمد شاكر. وفي موقع "ملتقى أهل الحديث" الإلكتروني قد نبّه بعض الفضلاء على ذلك الوهم أيضاً.

<<  <   >  >>