للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصَنّفوا فيه -أي في هذا النوع- "المُوضِّح لأوهام الجمع والتفريق"، أجاد فيه الخطيبُ (١)، وسبقه إليه عبد الغني هو ابن سعيد المصري، وهو الأزدي (٢)، أيضاً، ثم الصوْريّ (٣).

ومن أمثلته: محمد بن السائب بن بِشْرِ الكلْبي (٤)، نَسَبَهُ بعضُهم إلى جده، فقال: محمد بن بشر، وسَمَّاهُ بعضُهم: حمادَ بنَ السائب، وكناه بعضُهم: أبا النضر، وبعضُهم: أبا سعيد، وبعضُهم: أبا هشام؛ فصار يُظَنُّ أنه جماعةٌ، وهو واحد، ومَن لا يَعْرِفُ حقيقةَ الأمر فيه لا يعرف شيئاً من ذلك (٥).

[الوُحْدَان]

والأمر الثاني: أن الراوي قد يكون مُقِلاًّ مِن الحديث؛ فلا يَكْثُرُ الأخذ عنه.

وقد صَنَّفوا فيه الوُحْدان، وهو مَن لم يروِ عنه إلا واحد، ولو سُمِّيَ.


(١) "الموضح لأوهام الجمع والتفريق"، نُشِر بتحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، دار الفكر الإسلامي، ط. الثانية، ١٤٠٥ هـ-١٩٨٥ م.
(٢) هو عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد الأزدي المصري، ٣٣٢ - ٤٠٩ هـ، محدِّث مصر وحافظها، نقّادة دقيق، من كتبه: "المؤتلف والمختلف"، وجزء فيه "أوهام الحاكم في المدخل إلى الصحيح".
(٣) أيْ: ثم ألف فيه الصوريّ، وهو محمد بن علي بن عبد الله أبو عبد الله الصوريّ، كان من أعظم أهل الحديث هّمةً في الطلب، رحل وصنف، واستفاد من الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي، ت ٤٤١ هـ.
(٤) هو محمد بن السائب بن بِشْرِ الكلْبِي، أبو النضْر الكوفي، عالمٌ بالتفسير والأخبار، متّهم بالكذب، وكان غالياً في الرفض، سبئيّاً، ت ١٤٦ هـ‍.
(٥) ومن الأسباب التي دعت إلى تسميته بكل هذه الأسماء ضعف صاحبها وأنه متروك متّهم بالكذب، تُنْظَر ترجمته في "التهذيب"، بيروت، مؤسسة الرسالة، ١٤١٦ هـ‍-١٩٩٦ م، ٣/ ٥٦٩ - ٥٧٠.

<<  <   >  >>