(٢) هو عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي، الدمشقي، الحنبلي، ٥٤١ - ٦٠٠ هـ، إمامٌ حافظٌ، متعبدٌ، زاهدٌ، له كتب كثيرة أشهرها: "الكمال في أسماء الرجال" وهو أول كتابٍ خاصٍّ برجال الستة. (٣) هو يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف (الملقب بالزَّكيّ) المِزِّي، أبو الحجاج، الحلبي ثم الدمشقي، ٦٥٤ - ٧٤٢ هـ، وانتقل إلى المزة، وطلب العلم واجتهد فصار الحافظ الكبير شيخ المحدثين عمدة الحفاظ، له: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف". (٤) استدراكٌ مهمّ: حصَلَ هنا بعضُ سوءِ الفهم لمعنى عبارةِ الإمام ابن حجر، وقد كنتُ ممن حصَلَ له هذا الخطأ في الطبعة السابقة. والصحيح في فهم المراد بعبارته هو أنّ مراده: أنّ كتابَه "تهذيب التهذيب" قد جاء حجمُه قدْرَ ثُلث أصْله، وهو "تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، وهذا بالرغم مما زاده عليه مِن الزيادات الكثيرة المهمة؛ والسبب في ذلك هو أنّه حَذَف مِن الكتاب أشياء تُساوي قدْرَ ثُلث الكتاب، أعني "تهذيب الكمال … "، وهذا شيء نفيسٌ مهِمٌّ؛ إذْ تَحقَّق به فائدتا كلٍّ مِن التهذيب والزيادات عليه، كما تحقّق به الاختصار المقصود ضِمْنَ مقاصد الكتاب، وهذا مِن ذكاء هذا الإمام وعبقريته، بفضْلِ الله وإحسانه. ويَحْسُن بطالب العلم الرجوعُ إلى مقدّمة ابن حجر لـ"تهذيب التهذيب"، المنهجية الرائعة حقّاً، والوقوفُ على ما اشتملتْ عليه مِن سَداد المنهج، وذِكْرٍ لأمورٍ مهمّة للإلمام بطريقة الإفادة مِن الكتاب، وتوضيحٍ لأمورٍ بعضها يتضح به مراده بهذه العبارة، كما يتّضح به عددٌ مِن ميزات "تهذيب التهذيب" على أصله "تهذيب الكمال .. ". وأعْجَبُ مما ادّعاه بعضُهم مِن تفسيرٍ لهذه العبارة بغير دليل، فَفَسَّر المراد بالضمير في قوله: "وزِدتُ عليه" بزعْمِ أنّه ضميرٌ راجعٌ إلى الأصل الأول (الكمال .. )، وقال هذا الواهم: وهو الظاهر، واستبعدَ الصوابَ، الذي عَناهُ ابن حجر وهو (تهذيب الكمال .. )، وتجَاهَلَ نَصَّ ابن حجر في مقدّمته لكتابه!