للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب]

هذه شفاعة أخرى خاصة برسولنا لا ينازعه ولا يشاركه فيها أحد، هذه الشفاعة هي الشفاعة للكافرين، كيف تكون الشفاعة للكافرين مع أن الأصل الأصيل والركن الركين عند أهل السنة والجماعة: أن الشفاعة للكافرين منفية، والدليل على ذلك قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر:٤٨]، وقوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء:١٠٠ - ١٠١] ووجه الدلالة من الآية: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ}: أن قوله: (شافعين) نكرة في سياق النفي تفيد العموم، فهذه عامة في كل أحد حتى الرسول صلى الله عليه وسلم تقبل شفاعته للكافرين، إلا في حالة واحدة مع عمه أبي طالب، عندما قال له العباس رضي الله عنه وأرضاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماذا فعلت لعمك وكان يحوطك وكان يناصرك وكان يفعل ويفعل؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار، يلبس نعلين تغلي بهما دماغه)، فهذه الشفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم، وهي شفاعة ناقصة؛ لأن الشفاعة الكاملة أن يخرجه من النار ويدخله الجنة، لكنه فقط خفف عنه العذاب، فهو يقف يلبس نعلين يغلي بهما دماغه, وهذه هي الشفاعة الثانية الخاصة به صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>