آخر نوع من أنواع الشفاعة التي يشترك فيها الملائكة والمرسلون والمؤمنون: الشفاعة لأهل الجنة بأن يرتفعوا درجات في الجنة، فهناك أناس يحبون رسول الله، وصحبوا رسول الله، ولكن نزلوا عنه درجة، فهؤلاء يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم ليرتقوا هذه الدرجة.
ومن الأدلة على ذلك: حديث مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قدم له الوضوء، فقال له:(تمن، قال: أتمنى مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قال: هو ذاك، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأعني على نفسك بكثرة السجود) , وأيضاً في حديث أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه فقال:(اللهم اغفر لـ أبي سلمة وارفع درجته في عليين) ووجه الدلالة من الحديث قوله: (وارفع درجته في عليين)، فهذا فيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأهل الجنان أن يرتقوا درجات في الجنة، وهذه الشفاعة أيضاًَ يمكن أن يشترك فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم غيره.