الرقية لها أشكال وصور وأنواع كثيرة جداً، ومنها: أن تكون بتلاوة القرآن، قال الله تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء:٨٢]، والنبي صلى الله عليه وسلم حين رقاه جبريل رقاه بآيات الله، والنبي صلى الله عليه وسلم رقى وأمر بالرقية، وكانت عائشة تفعل ذلك، وأيضاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته كان ينفث ويقرأ؛ والنفث يكون في الأول أو في الوسط أو في النهاية، والدليل على ذلك جاءتنا حديث عائشة أنها قالت: نفث رسول الله فقرأ -والفاء للتعقيب، أي: أنه نفث أولا ثم قرأ، والتعقيب يدل على التلازم-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}[الفلق:١] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس:١]، وكان يمسح على جسده، فلما ثقل عليه المرض كنت أنفث في يده وأقرأ، وآخذ بيده فأمسح بها على جسده، ابتغاء بركة يد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرقية صباحا ومساء.
ومن ذلك: الرقية بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي بالريق، فيأخذ ريقه على أصبعه ويضعه في التراب، ويقول: بسم الله تربت أرضنا، بريق بعضنا يشفى سقيمنا، بإذن ربنا بإذن ربنا، فالأصل فيها بإذن ربنا.
وأيضاً بين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تضع يدك على مكان الألم والوجع وتقول:(بسم الله بسم الله بسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد وأحاذر)، فتقول: بسم الله ثلاث مرات، والاستعاذة سبع مرات.
وأيضاً من هذه الرقى: أن تدخل على المريض وتقرأ عليه الفاتحة، وتتفث في يدك وتمسح في كل جسده، أو في موضع الألم، وذلك كما فعل أبو سعيد وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم عندما رقوا اللديغ، قال الراوي: فبصق وقرأ الفاتحة، ووضع يده على موضع السم، فكأن الرجل قد نشط من عقال.
أي: برئ في وقتها بعدما رقاه بالفاتحة.
وأيضا من الرقى التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم: أن تدخل على المريض فتقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، سبع مرات، كما ورد ذلك في الصحيح:(أنه ما دخل أحد على مريض لم يحتضر، -أي: لم يحضره الموت وتحضره الملائكة- فقال: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، سبع مرات، إلا شفاه الله جل في علاه) وأيضاً من الرقى المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يضع يده على المريض ويدعو له فيقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس، إشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً).