لا يختلف اثنان في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الرجل المبارك، وأنه أكثر الناس وأعظم الناس بركةً في هذه الدنيا، فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق أجمعين، وهو سيد البشر وسيد ولد آدم أجمعين، وهو الذي له المكانة العليا عند ربه جل في علاه، فهو أعظم الناس بركة، لأن ببركة وجوده صلى الله عليه وسلم أشرقت شمس الإسلام على الدنيا بأسرها، وعبدت الناس لله جل في علاه، فأخرج أصحابه الناس من عبادة الناس، إلى عبادة رب الناس، وهذه بركة لا تدانيها أية بركة؛ والنبي صلى الله عليه وسلم رجل مبارك في ذاته وفي أثره وفي علمه وفي رسالته وفي نبوته، فهو صلى الله عليه وسلم كله بركة، ويلتمس منه البركة في ذاته وفي آثاره.