ثم ابتدأ المصنف بالكلام على أحكام الاستعانة والاستغاثة، وهذه معان من معاني توحيد الإلهية.
والاستغاثة في اللغة: مشتقة من الغوث، والغوث هو: الطلب من الله جل في علاه، أو نقول: طلب إزالة الضر ورفع الحرج، أو نقول: الاستغاثة: مصدر استغاث، والسين والتاء دائماً في اللغة تكون للطلب، فالاستعانة هي: طلب تفريج الكربات.
والاستغاثة شرعاً كما قال شيخ الإسلام: هي الطلب من الله لتفريج الكرب وإزالة الشدة، أو تفريج الكربة وإزالة الشدة.
قال الحليمي - وهو شيخ البيهقي -: إن المغيث من أسماء الله الحسنى، والمغيث معناه المجيب للملهوف.
وفي هذا نظر؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لابد لها من دليل من الكتاب أو السنة، ولم نجد دليلاً في الكتاب ولا في السنة بأن المغيث اسم من أسماء الله جل في علاه، وأما إذا احتج أحد بقول العامة: يا غياث المستغيثين! فنقول: هذا إما خبر عن الله، وإما صفة من صفات الله جل في علاه بتفريج الكربات ورفع الزلات، ونقول: إن المغيث ليس من أسماء الله جل في علاه.