النوع الأول: شرك أكبر، وصورها: الرقى بأسماء الملائكة والأنبياء والمرسلين، والرقى بأسماء المقبورين، وهذا كثير في الصوفية، فإنهم يرقون باسم الولي فلان، مثل: عبد القادر الجيلاني أو بـ العباس أو زينب أو الحسين، أو باسم الجن، أو باسم الشياطين، أو باسم الأصنام، مثل: اللات والعزى، أو الرقى بكل ملك مقرب أو نبي مرسل، أو بكل صنم أو حجر أو شجر، فهذه رقى شركية، تخرج صاحبها من الملة.
النوع الثاني: شرك أصغر: وذلك عندما تفقد الرقى المباحة شرطاً من شروطها الثلاثة فتصبح شركاً أصغر، كما لو رقى بلسان غير عربي مبين، كالفارسية أو الإنجليزية أو الفرنسية، أو بأي لغة غير العربية، أو بالعربية ومعها لغة أخرى، فإن هذا يكون شركاً أصغر كما قال الخطابي: هذا النوع من الرقى شرك أصغر؛ لأنه وسيلة للشرك الأكبر؛ ولأنه لا توجد رقية بلغة غير اللغة العربية إلا ويمكن أن يقع فيها من الشرك ما لم يعلمه أحد؛ لأننا غير متيقنين أنه لا يستعين بالملائكة أو بالجن أو بغير ذلك، ولذا فما دامت الرقى فيها كلام غير معلوم عربيا فنحن نقول: إنها وسيلة لأن يقع صاحبها في الشرك، فمنعناها لأجل ذلك، وهذا من باب: أن الوسائل لها أحكام المقاصد.