المسألة الثانية: تتعلق بقوله تعالى في سورة البقرة أَنْبِئْهُمْ من أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَنَبِّئْهُمْ* في الحجر في قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ وفي القمر في قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ فبعض أهل الأداء عن حمزة قرءوا في الكلمتين أَنْبِئْهُمْ، وَنَبِّئْهُمْ* بعد إبدال الهمز ياء بكسر الهاء فيهما نظرا لوقوع الياء قبلها المحولة عن الهمزة أي المبدلة منها فيقرءون: أنبيهم. ونبيهم بكسر الهاء كما يقرءون فِيهِمْ ٩ وَيُزَكِّيهِمْ*، ويفهم من قوله:(وبعض) أن البعض الآخر يبقون الهاء على أصلها من الضم نظرا لعروض هذه الياء فكأن الهمزة باقية، فيكون في هاتين الكلمتين وقفا لحمزة بعد الإبدال وجهان: كسر الهاء وضمها، وهما صحيحان مقروء بهما له.
٢٤٤ - ............. .......... وقد ... رووا أنّه بالخطّ كان مسهّلا
٢٤٥ - ففي اليا يلي والواو والحذف رسمه ... والاخفش بعد الكسر ذا الضّمّ أبدلا
٢٤٦ - بياء وعنه الواو في عكسه ومن ... حكى فيهما كاليا وكالواو أعضلا
أخبر أن بعض أهل الأداء من المغاربة كمكي بن أبي طالب، وفارس بن أحمد والحافظ أبي عمرو الداني، والإمام الشاطبي، وبعض المتأخرين؛ نقلوا عن حمزة أنه كان يسهل الهمز عند الوقف عليه وفق المصاحف العثمانية التي كتبت في عصر الصحابة؛ أي يخفف الهمز عند الوقف على مقتضى مرسوم هذه المصاحف فقوله:(ففي اليا يلي والواو والحذف رسمه) بيان لكيفية اتباع رسم المصاحف.
والمعنى: أن حمزة كان يتبع رسم المصحف العثماني في الياء والواو والحذف. وذلك أن الهمزة تارة تكتب صورتها ياء في المصاحف، وتارة تكتب صورتها واوا، وتارة تحذف فلا تكتب لها صورة، فما كانت صورته ياء وقف عليه بالياء، وما كانت صورته واوا: وقف عليه بالواو، وما لم تكن له صورة: حذف أي وقف عليه بالحذف، وإنما ذكر هذه الأقسام الثلاثة ولم يذكر الألف مع أنّ الهمزة كثيرا ما تصور بها؛ لأن تخفيف الهمزة التي تصور ألفا لا يخرج عن الرسم العثماني؛ إذ أنها