للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ريب فيه والأكهر الشديد العبوس، والكهر ارتفاع النهار مع شدة الحر.

[٢٤ باب مذاهبهم في الراءات [٣٤٣ - ٣٥٨]]

٣٤٣ - ورقّق ورش كلّ راء وقبلها ... مسكّنة ياء أو الكسر موصلا

٣٤٤ - ولم ير فصلا ساكنا بعد كسرة ... سوى حرف الاستعلا سوى الخا فكمّلا

اللغة: الترقيق إنحاف ذات الحرف عند النطق به ويقابله التفخيم وهو تغليظ الحرف وتسمينه عند النطق به وقوله: (ورقق ورش كل راء) جملة من فعل وفاعل ومفعول والواو في و (قبلها) للحال، والظرف خبر مقدم و (ياء) مبتدأ مؤخر، و (مسكنة) حال من المبتدأ النكرة؛ لأنه في الأصل صفة له فلما قدم عليه أعرب حالا. وقوله (أو الكسر) عطف على (ياء) و (موصلا) بفتح الصاد حال من الكسر، وفي الكلام حال مقدرة للياء حذفت لدلالة الحال الثانية عليها، والتقدير: وقبلها مسكنة ياء موصلة؛ أى حال كون هذه الياء موصلة بالراء في كلمة واحدة، وحال كون الكسر موصلا بالراء في كلمة واحدة. وقوله (ولم ير فصلا) من الرؤية العلمية، و (ساكنا) مفعول أول، و (فصلا) مصدر بمعنى فاصلا هو المفعول الثاني.

والمعنى: أن ورشا رقق كل راء مفتوحة أو مضمومة سواء وقف على الكلمة أو وصلها بما بعدها إذا كان قبلها ياء ساكنة موصلة بالراء في كلمة واحدة، سواء كانت الياء حرف لين فقط

أم حرف مد ولين، وسواء كانت الراء متوسطة أم متطرفة، وسواء كانت الكلمة التي فيها الراء مقرونة بالتنوين أم مجردة منه، وهذا التعميم كله أخذ من الإطلاق نحو: فِيهِنَّ خَيْراتٌ، وَلِلَّهِ مِيراثُ*، فَالْمُغِيراتِ، ذلِكَ خَيْرٌ*، بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ، وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ، وَافْعَلُوا الْخَيْرَ، قالُوا لا ضَيْرَ، فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ*، نَذِيرٌ مُبِينٌ*، عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*. وقولنا: ياء ساكنة، احترزنا به عن المتحركة نحو: ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، يَوْمَ يَرَوْنَ*، يُرَدُّونَ*. فلا ترقق الراء في هذه الأمثلة ونحوها. وقولنا: موصلة بالراء في كلمة واحدة، احترزنا به عن الياء الواقعة قبل الراء وكانت هي في كلمة والراء في كلمة أخرى نحو: فِي رَيْبٍ* ومُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ. فورش يفخم الراء في هذا وأمثاله.

<<  <   >  >>