للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشفع. وما حل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبّه الله في النار على وجهه» [أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن].

٩٣ - وبالله حولي واعتصامي وقوّتي ... وما لي إلّا ستره متجلّلا

٩٤ - فيا ربّ أنت الله حسبي وعدّتي ... عليك اعتمادي ضارعا متوكّلا

اللغة: (الحول): التحول من أمر إلى أمر ومن حال إلى حال. و (الاعتصام): الامتناع من كل ما يشين. و (القوة): القدرة، ضد الضعف. و (الستر): ما يستر به. و (التجلل بالشيء): التغطي به. و (حسبي): كافي من أحسبه الشيء إذا كفاه. و (العدة): ما يعد لدفع النوازل. و (الضارع): الذليل. و (المتوكل): المعتمد على من يوكل إليه الأمر. و (متجللا):

حال من ضمير المتكلم في لي. و (ضارعا). و (متوكلا): حالان من الياء في اعتمادي.

والمعنى: أن تحولي من المعصية إلى الطاعة، وامتناعي من كل ما يشينني. وقوتي على ما يرضي الله عني، كل ذلك بيد الله وحده، لا يحصل إلا بمعونته وتوفيقه وفي الحديث الصحيح: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة». قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسيرها: لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله. وقوله: وما لي إلا ستره متجللا، معناه ليس لي ما أعتمد عليه إلا ما قد جللني به من ستره في الدنيا وأرجو مثل ذلك في الآخرة، أي وما لي إلا ستره حال كوني متجللا به أي متغطيا به. ثم يقول: فيا رب أنت الله حسبي ... إلخ.

والمعنى: يا مدبر أمري أنت كافي في كل مهمة. وعدتي في كل ملمة. وعليك- لا على غيرك- اعتمادي. وإليك استنادي. حال كوني متضرعا إليك. ذليلا بين يديك.

متوكلا عليك. مفوضا جميع أموري إليك، والله تعالى أعلم.

[٢ باب الاستعاذة [٩٥ - ٩٩]]

الاستعاذة: طلب العوذ، وهو الامتناع بالحفظ والعصمة، والمراد هنا الاستعاذة قبل القراءة في مذهب القراء، ولفظ الاستعاذة على اختلافه بالنقص والزيادة خبر بمعنى الدعاء. أي

«اللهم أعذني من البلاء وشر الأعداء» والاستعاذة ليست

<<  <   >  >>