٢٨٩ - وعند حروف الحلق للكلّ أظهرا ... ألا هاج حكم عمّ خاليه غفّلا
٢٩٠ - وقلبهما ميما لدى البا وأخفيا ... على غنّة عند البواقي ليكملا
المعنى: يعني أن القراء أدغموا التنوين والنون الساكنة المتطرفة في اللام والراء بلا غنة نحو: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، ثَمَرَةٍ رِزْقاً، وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ، مِنْ رَبِّهِمْ*.
وكل القراء أدغم النون الساكنة والتنوين مع الغنة في حروف ينمو نحو: مَنْ يَقُولُ*، وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ، مِنْ نُورٍ، يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ، مِمَّنْ مَنَعَ، مَثَلًا ما، مِنْ والٍ، غِشاوَةٌ وَلَهُمْ. إلا أن خلفا عن حمزة أدغم النون الساكنة والتنوين في الواو والياء بلا غنة. ثم أمر بإظهار النون الساكنة لجميع القراء إذا وقع بعدها ياء أو واو في كلمة واحدة فالياء في كلمتي: الدُّنْيا* وبُنْيانٌ. والواو في كلمتى: صِنْوانٌ* وقِنْوانٌ. فضمير (وعندهما) يعود على الواو والياء المذكورين في البيت قبله فلا يدخل التنوين في ذلك؛ لأنه لا يكون إلا آخر الكلمة. ثم علل وجوب إظهار النون عند ملاقاتها الواو أو الياء في كلمة واحدة بقوله:(مخافة إشباه المضاعف أثقلا).
المعنى: إذا وقع بعد النون الساكنة واو أو ياء في كلمة واحدة وأدغمت النون في الواو أو الياء؛ فإنه يشبه المضاعف الذي يدغم فيه الحرف في مثله فيصير لفظ صِنْوانٌ* صوّان، ولفظ قِنْوانٌ قوّان، ولفظ بُنْيانٌ بيّان، ولفظ الدُّنْيا* ديّا. وحينئذ يلتبس على السامع فلا يدري ما أصله النون وما أصله التضعيف فأبقيت النون مظهرة مخافة