للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإيغال الإبعاد في السير والإمعان فيه (١).

والحاصل: أن في الهمز المتحرك المتطرف الساكن للوقف غير وجه الإبدال ثلاثة مذاهب:

الأول: تسهيله مع الروم في المضموم والمكسور دون المفتوح. الثاني: منع التسهيل فيه مع الروم مطلقا والاقتصار على وجه الإبدال. الثالث: جواز تسهيله مع الروم مطلقا. والمذهب الأول هو المختار، ولهذا قدمه في الذكر.

٢٥٤ - وفي الهمز أنحاء وعند نحاته ... يضيء سناه كلّما اسودّ أليلا

المعنى: (الأنحاء) جمع نحو، ومن معانيه الطريق، ونحاة جمع ناح بمعنى نحوي كتامر ولابن، والضمير في نحاته وسناه للهمز. و (السنا) بالقصر النور، وبالمد الرّفعة.

و (أليلا) منصوب على الحال من فاعل أسود، ويقال: ليل أليل، إذا كان شديد الظلمة.

يعني روي في تخفيف الهمز طرق متعددة، ومذاهب متنوعة. وقد ذكر الناظم أشهرها

نقلا، وأقواها قياسا، وعند علماء النحو، والمراد بهم الصرفيون، تتضح معالم هذا الهمز وتنجلي مسالكه، وتتبين سبله؛ لأنهم الذين ذللوا صعابه، ومهدوا طرائقه، وأتقنوا أحكامه، واستوعبوا أنواعه، وضبطوا قوانينه. وكلما ظهرت فيه مشكلات عند غيرهم فكانت في شدة غموضها كالليل الأسود شديد الظلمة كانت عندهم في وضوحها وبهائها كالشمس المشرقة في رابعة النهار. فالناظم رضي الله عنه استعار الإضاءة للوضوح والاسوداد للغموض.

[١٤ باب الإظهار والإدغام [٢٥٥ - ٢٥٨]]

٢٥٥ - سأذكر ألفاظا تليها حروفها ... بالاظهار والإدغام تروى وتجتلا

٢٥٦ - فدونك إذ في بيتها وحروفها ... وما بعد بالتّقييد قده مذلّلا

٢٥٧ - سأسمي وبعد الواو تسمو حروف من ... تسمّى على سيما تروق مقبّلا


(١) وحكم بالشذوذ على المذهب الأول؛ لأن فيه ترك ما ثبتت به الرواية، وعلى الثاني؛ لأنه ألحق المفتوح بالمضموم والمكسور وليس روم المفتوح مذهبا للقراء.

<<  <   >  >>