١١٦ - ودونك الإدغام الكبير وقطبه ... أبو عمرو البصريّ فيه تحفّلا
اللغة والمعنى:(الإدغام) لغة: إدخال شيء في شيء، ومنه: أدغم اللجام في فم الفرس إذا أدخله فيه واصطلاحا: النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا، وهو قسمان: كبير وصغير، فالكبير: ما كان المدغم والمدغم فيه متحركين، ويكون في المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين. والصغير: ما كان المدغم ساكنا والمدغم فيه متحركا، ولا يكون إلا في المتقاربين والمتجانسين. وقول الناظم (ودونك) اسم فعل أمر بمعنى خذ وقطب الشيء ملاكه، وقطب القوم سيدهم الذي يدور عليهم أمرهم، وتحفل بالشيء وفيه: اهتم به، وعنى بشأنه.
[تصوير]
أي خذ الإدغام الكبير، والذي يدور عليه أمره هو أبو عمرو البصري فهو الذي احتفل به، واهتم بشأنه، ونقله، وضبط حروفه، واحتج له، وقرأ وأقرأ به، فمدار الإدغام على أبي عمرو فمنه أخذ، وإليه أسند، وعنه اشتهر من بين القراء السبعة. وسبب الإدغام: التماثل والتقارب والتجانس، وشرطه: التقاء المدغم بالمدغم فيه خطّا، فدخل نحو إِنَّهُ هُوَ* وخرج نحو أَنَا نَذِيرٌ*، وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إذا كان الإدغام في كلمة، وموانعه ستأتي في قول الناظم (إذا لم يكن تاء مخبر) إلخ، وصريح النظم يفيد أن الإدغام لأبي عمرو من الروايتين، ولكن المقروء به المعول عليه المأخوذ به من طريق الشاطبية والتيسير: أن الإدغام خاص برواية السوسي عن أبي عمرو. وأما الدوري: فليس له من طريق النظم، وأصله: إلّا الإظهار. ولذلك قال الإمام السخاوي تلميذ الإمام الشاطبي في شرحه للشاطبية: وكان أبو القاسم الشاطبي يقرئ بالإدغام الكبير من طريق السوسي؛ لأنه كذا قرأ .. انتهى.
١١٧ - ففي كلمة عنه مناسككم وما ... سلككم وباقي الباب ليس معوّلا