ثم قال الناظم: هذا الذي ذكرته في بيان المخارج والصفات إذا وفق الله الطالب لمعرفته كاف في الإرشاد حال كونه محصّلا لغرض الطالب محققا لمقصده أو كاف لكل طالب (محصل): أي مريد للتحصيل والاستفادة، فعلى المعنى الأول: يكون (محصلا) حالا من الضمير في كاف. وعلى الثاني: يكون مفعولا به لكاف.
[٧٨ باب خاتمة الشاطبية [١١٦٠ - ١١٧٣]]
١١٦٠ - وقد وفّق الله الكريم بمنّه ... لإكمالها حسناء ميمونة الجلا
١١٦١ - وأبياتها ألف تزيد ثلاثة ... ومع مائة سبعين زهرا وكمّلا
اللغة:(ميمونة) من اليمن وهو البركة. و (الجلاء) بكسر الجيم والمد- وقصر للضرورة- البروز. و (زهرا) جمع زهراء بمعنى مضيئة. و (كملا) جمع كامل.
المعنى: وفق الله المتفضل على عباده بأنواع المنح وأصناف المنن ناظم هذه القصيدة لإتمامها حال كونها حسنة اللفظ بديعة النسج مباركة البروز ميمونة الطلعة بما اشتملت عليه من المعاني السامية والمقاصد العالية، وعدد أبيات هذه القصيدة ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا حال كون هذه الأبيات مضيئة المبنى كاملة المعنى.
١١٦٢ - وقد كسيت منها المعاني عناية ... كما عريت عن كلّ عوراء مفصلا
١١٦٣ - وتمّت بحمد الله في الخلق سهلة ... منزّهة عن منطق الهجر مقولا
١١٦٥ - وليس لها إلّا ذنوب وليّها ... فيا طيّب الأنفاس أحسن تأوّلا
اللغة: الكلمة (العوراء) القبيحة. (المفصل) بكسر الصاد: القافية من البيت، أو جميع أجزائه، ونصب (مفصلا) على التمييز. و (الهجر) بضم الهاء وسكون الجيم الفحش. و (المقول) اللسان ونصب مقولا على التمييز. و (تبغي) تطلب. و (الكفؤ) المماثل. و (أخو الثقة) الراسخ في المحبة. و (الإغضاء) الستر والتجاوز. و (وليها)