عن ورش فله فيه الإظهار والإدغام فيكون له الإدغام قولا واحدا في يس (١) وَالْقُرْآنِ وله الوجهان في ن وَالْقَلَمِ. وقرأ الباقون بالإدغام في اللفظين. ثم بين أن (حرمىّ نصر) وهم: نافع وابن كثير وعاصم أظهروا الدال عند الذال في كهيعص أول مريم، والدال عند الثاء في يُرِدْ ثَوابَ* في الموضعين بآل عمران، والثاء عند التاء في لَبِثْتَ* وما تصرف منه إفرادا وجمعا في القرآن الكريم نحو: كَمْ لَبِثْتُمْ*. وقرأ
الباقون بالإدغام في كل ما ذكر. ثم بين أن حمزة قرأ بإظهار النون عند الميم في طسم* أولى الشعراء والقصص. وقرأ غيره بإدغام النون في الميم. وأما طس تِلْكَ أول النمل فقد اتفق القراء على إخفاء نون طس عند التاء من تِلْكَ. وقرأ حفص وابن كثير بإظهار الذال عند التاء في اتَّخَذْتُمُ* جمعا كهذا المثال أو فردا نحو: لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي.
وكذا في أَخَذْتُمْ*. كيف وقع، سواء كانت التاء فيه ضمير جمع كهذا المثال، وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي. أم ضمير فرد نحو: فَأَخَذَتْهُمُ*، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا وقرأ الباقون بالإدغام. ثم بين أن البزى وقالون وخلادا قرءوا بخلف عنهم بإظهار الباء عند الميم في ارْكَبْ مَعَنا في هود. فيكون لكل منهم الإظهار والإدغام، وقرأ ابن عامر وخلف وورش بالإظهار قولا واحدا. وقرأ الباقون بالإدغام قولا واحدا وهم قنبل وأبو عمرو وعاصم والكسائي. ثم ذكر أن هشاما وابن كثير وورشا أظهروا الثاء عند الذال في يَلْهَثْ ذلِكَ بالأعراف. وأن قالون ذو خلف فله فيها الإظهار والإدغام. وقرأ الباقون وهم أبو عمرو وابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي بالإدغام قولا واحدا. وأخيرا ذكر أن وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ* في البقرة، يقرؤه بجزم الباء أهل (سما) وحمزة والكسائي. أظهر الباء عند الميم فيه ابن كثير بخلف عنه. وورش بلا خلاف. هذا ما يؤخذ من صريح النظم ولكن التحقيق أن ابن كثير ليس له من طريق النظم وأصله إلا الإظهار فلا يقرأ له إلا به. وقرأ الباقون ممن يقرءون بالجزم وهم: قالون وأبو عمرو وحمزة والكسائي، بالإدغام قولا واحدا. وأما ابن عامر وعاصم فيقرءان بالرفع في الباء فلا يكون لهما إلا الإظهار. وخلا بمعنى مضى.
و (الدّغفل) الواسع الخصيب من قولهم عام دغفل أى: خصب (وضاع) انتشر من ضاع الطيب فاحت رائحته. و (دار) فعل أمر من داري يدارى. و (جهلا) بفتح الهاء جمع جاهل