للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباء وبفتح الصاد مع كسر الباء عصارة شجر مر.

و (الألا): شجر حسن المنظر مر الطعم، وقيل: هو نبت يشبه الشيح في الريح والطعم.

٩٠ - وقد قيل كن كالكلب يقصيه أهله ... وما يأتلي في نصحهم متبذّلا

اللغة: (الإقصاء): الإبعاد. فيقصيه يبعده. (يأتلي): يفتعل من الائتلاء وهو التقصير. (والتبذل): بذل ما في الوسع في تحقيق الشيء وعدم التهاون فيه.

والمعنى: قد قيل في المثل: كن كالكلب، الذي هو أخس الحيوانات. كن مثله في الوفاء لأهله والثبات عليه. فإن أهله يبعدونه عنهم ويجيعونه ويضربونه ويؤذونه، وهو لا يقصر في نصحهم وخدمتهم باذلا في ذلك قصارى وسعه وغاية جهده، وفي ذلك إشارة إلى ما روى وهب بن منبه أن راهبا أوصى رجلا فقال له: انصح لله أخلص له حتى تكون كنصح الكلب لأهله؛ فإنهم يؤذونه ويجيعونه ويأبى إلا أن يحيط بهم نصحا. والمقصود من البيت: الحث على بذل الجهد في طاعة الله عزّ وجلّ وعدم التراخي فيها، مهما ابتلي الإنسان في الدنيا فإن الله عزّ وجلّ لا يبتلى عبده في هذه الحياة بفقر أو مرض إلّا ليكفر ذنبه، أو يرفع في الآخرة درجته.

٩١ - لعلّ إله العرش يا إخوتي يقي ... جماعتنا كلّ المكاره هوّلا

٩٢ - ويجعلنا ممّن يكون كتابه ... شفيعا لهم إذ ما نسوه فيمحلا

اللغة: (الوقاية): الحفظ. و (المكاره): جمع المكروه على غير قياس. و (هوّلا) جمع هائل بمعنى مخيف مفزع، وهو منصوب على الحال من المكاره، ويقال: (محل به)

يمحل من باب فتح يفتح إذا وشى به عند سلطان أو غيره، وأذاع فعله القبيح. وقوله:

(فيمحلا): منصوب بأن مضمرة بعد الفاء جوابا للنفي.

والمعنى: أن الناظم يرجو من الله جلت قدرته- إن قبلنا هذه الوصايا- أن يحفظنا الله سبحانه وتعالى من البلايا والمحن في الدنيا والآخرة، ويجعلنا من الذين يكون

القرآن شفيعا لهم يوم القيامة؛ لأنهم لم يهملوه، ولم يقصروا في حقه فيسعى بهم، ويشكوا منهم عند ربهم، وفي هذا إشارة إلى قوله صلّى الله عليه وسلم: «القرآن شافع

<<  <   >  >>