المذهبين في قوله:(وما فيه يلفى) البيت يعني: واللفظ الذي يوجد فيه الهمز واسطا أي متوسطا بسبب حروف زوائد دخلن عليه في همزه وجهان: لحمزة عند الوقف التخفيف بالتسهيل أو غيره باعتباره في وسط الكلمة، والتحقيق باعتباره أول الكلمة حقيقة. وقوله:(أعملا) بمعنى استعملا، والجملة صفة الوجهين فالألف للتثنية. ثم بين الناظم الحروف الزوائد التي تدخل على الهمز فقال:(كما ها إلخ) وما في قوله: (كما) زائدة فمثال دخول (ها) وهي للتنبيه ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ*. ومثال (يا) وهي للنداء: يا آدَمُ*، يا إِبْراهِيمُ*. ومثال اللام:
أَأَنْذَرْتَهُمْ*، أَأُنَبِّئُكُمْ*. ولامات التعريف نحو: الْأَرْضِ*، الْآخِرَةُ*. فهذه الحروف كلها زوائد تجعل الهمز الذي في أول الكلمة متوسطا بسبب دخولها عليه فيكون فيه وجهان: التحقيق، والتخفيف.
فائدتان: الأولى- لفظ هاؤُمُ من قوله تعالى في سورة الحاقة: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ اسم فعل أمر بمعنى خذوا، وها فيه ليست للتنبيه بل هي جزء من الكلمة، فليست همزته من قبيل الهمز المتوسط بدخول حرف زائد عليه، فليس لحمزة فيه وقفا إلا التسهيل مع المد والقصر، فهو داخل في قوله السابق (سوى أنه من بعد ما ألف جرى) البيت.
الثانية- مما توسط فيه الهمز بزائد: وَأَمَرُّ، فَآتَيْنَا، فَأْوُوا. ففي
الوقف عليه لحمزة وجهان: الإبدال، والتحقيق. ومما ألحق بالمتوسط بزائد الَّذِي اؤْتُمِنَ، يا صالِحُ ائْتِنا، إِلَى الْهُدَى ائْتِنا، لِقاءَنَا ائْتِ، يَقُولُ ائْذَنْ ففي الوقف على كل من هذا: الإبدال، والتحقيق؛ لأن الكلمة التي قبل الهمزة قامت مقام الواو والفاء في وَأَمَرُّ، فَآتَيْنَا، فَأْوُوا. واختار بعض العلماء في المواضع الخمسة التحقيق فقط لإمكان الوقف على الكلمة التي قبل الهمزة.
٢٥٠ - وأشمم ورم فيما سوى متبدّل ... بها حرف مدّ واعرف الباب محفلا
اللغة: الواو في (ورم) بمعنى: أو. والأمر في (أشمم ورم) للتخيير. فالقارئ مخير بين الإتيان بالإشمام فيما يجوز فيه الإشمام وهو المضموم والمرفوع، أو الروم فيما يجوز فيه