٣٨٩ - وفي مائتي ياء وعشر منيفة ... وثنتين خلف القوم أحكيه مجملا
المعنى: يعنى أن اختلاف القراء السبعة وقع في مائتي ياء وثنتي عشرة ياء، ومعنى (منيفة) زائدة، ومعنى (أحكيه مجملا) أذكره على سبيل الإجمال بضابط يشملها من غير بيان مواضعها و (مجملا) بكسر الميم حال من فاعل أحكي وبفتحها حال من مفعوله.
المعنى: تنقسم ياء الإضافة بالنسبة لما بعدها إلى ستة أقسام؛ لأن ما بعدها إما أن يكون همزة قطع، أو همزة وصل، أو حرفا آخر. وهمزة القطع: إما مفتوحة، أو مكسورة، أو مضمومة.
وهمزة الوصل: إما مقرونة بلام التعريف، وإما مجردة منها. فهذه ستة أقسام؛ خمسة منها لما بعدها همز، وواحد لما لا همز بعدها. وقد بين الناظم أن ياءات الإضافة التي يكون بعدها همزة قطع مفتوحة وقعت في تسعة وتسعين موضعا من القرآن الكريم وقد قرأها بالفتح: المشار إليهم بكلمة (سما) وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو نحو: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ*، إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ، إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ. ثم استثنى الناظم من همزة القطع التي وقع بعدها همزة قطع مفتوحة وفتحها أهل سما: أربعة مواضع اتفق القراء على إسكانها فيها وهي: قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ بالأعراف، وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا بالتوبة، فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا بمريم، وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ في هود.
وقوله (همّلا) جمع هامل؛ أي متروكة من قولهم: بعير هامل، إذا ترك بلا راع. وقوله:
(جلا) بمعنى كشف، وهذه المواضع الأربعة ليست من جملة التسع والتسعين ياء التي يفتحها أهل سما، ولكن لما دخلت في الضابط المذكور وهو ما بعده همزة قطع مفتوحة استثناها، فلولا هذا الاستثناء لظن أنها من جملة العدد المذكور، وأنها تفتح لأهل سما وكذلك فعل