وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ بالبقرة، وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بالمائدة، وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ بآل عمران، وأثبت قنبل الياء في يَتَّقِ في إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ بيوسف، وأشار إلى توجيه إثبات الياء في هذه الكلمة بأن من العرب من يجري المعتل مجرى الصحيح فلا يحذف من حروفه شيئا عند دخول جازم عليه كما لا يحذف شيئا من الصحيح ويكتفي بإسكان آخره، ومن الشواهد على ذلك قول الشاعر:
٤٣٦ - ومع دعوة الدّاعي دعاني حلا جنا ... وليسا لقالون عن الغرّ سبّلا
أثبت ابن كثير الياء في الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ بالرعد، وأثبت ورش وابن كثير وقالون بخلف عنه الياء في: لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ، أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ والموضعان بغافر، والذي عليه المحققون: أن قالون ليس له من طريق النظم في هذين الموضعين إلا الحذف فيقتصر له عليه، وأثبت ورش وأبو عمرو الياء في الدَّاعِ* دَعانِ في أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ بالبقرة. وقوله:(وليسا لقالون عن الغر سبلا) ألف التثنية تعود على الياءين وهي اسم ليس، و (لقالون) متعلق بمحذوف خبرها. و (الغر) جمع الأغر وهو المشهور، والجار والمجرور (عن الغرر) متعلق بمحذوف حال من ضمير الخبر. و (سبلا) جمع سابلة وهم المختلفون في الطريق المتفرقون في السبل وهو منصوب على الحال من الغر، والتقدير:
وليس الياءان كائنين لقالون حال كونهما واردين عن النقلة ذوي الشهرة، حال كون هؤلاء النقلة متشعبين في طرق النقل، خبيرين بها.
والمعنى: أن هذين الياءين لم يثبتا لقالون عن النقلة المشهورين والرواة المعروفين بطرق الأداء الخبيرين بتحمل الأحرف في القرآن الكريم، ويؤخذ من هذا بطريق المفهوم أن الياءين ثبتا لقالون عن رواة غير مشهورين، فحينئذ يكون لقالون في هذين الياءين الحذف والإثبات، والأصح الحذف.