للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي القصص.

٤٤٢ - فهذي أصول القوم حال اطّرادها ... أجابت بعون الله فانتظمت حلا

٤٤٣ - وإنّي لأرجوه لنظم حروفهم ... نفائس أعلاق تنفّس عطّلا

٤٤٤ - سأمضي على شرطي وبالله أكتفي ... وما خاب ذو جدّ إذا هو حسبلا

اللغة: (الأصول) جمع أصل، والأصل: هو القاعدة الكلية التي تنطبق على ما تحتها من الجزئيات الكثيرة والمراد بها الأبواب السابقة التي تضمنت أصول كل قارئ وقاعدته العامة التي يكون تحتها جزئيات متعددة. و (القوم) هم القراء السبعة، يقول: هذه قواعد القراء العامة وأحكامهم الكلية حال اطرادها وتحققها في أفرادها وجريها على سنن واحد لا اعوجاج فيه ولا التواء، دعوتها لأنظم عقودها في سمط هذه القصيدة، فانقادت لنظمي طيّعة بتوفيق الله تعالى وتيسيره، فاجتمعت متسقة الألفاظ متعانقة التركيب كعقد نضيد التأمت حباته وتناسقت خرزاته. و (الحروف) هي الكلمات القرآنية المختلف فيها بين القراء التي لم تطرد ولم تندرج تحت قاعدة كلية. و (النفائس) جمع نفيسة أو جمع نفيس

و (الأعلاق) جمع علق وهو النفيس، والإضافة فيه كما يقال: أجود الجيّد وخيار الخيار.

و (عطلا) جمع عاطل وهو الجيد الخالي من الزينة. و (تنفس) تضع النفيسة أى تجعل الجيد الخالي من الزينة مزينا بوضع شيء من الحلي فيه.

والمعنى: وإني لأرجو الله سبحانه أن يكمل عليّ نعمته بتيسير نظم حروف القراء التي اختلفوا فيها ولم تندرج تحت أصول عامة وقواعد كلية، والمراد ما سيذكره في الفرش من كلمات القرآن التي هي موضع خلاف القراء. وقوله: (سأمضي على شرطي) سأستمر على ما التزمته من بيان القراءة والترجمة والرمز والقيود وما يتعلق بذلك، وإذا قال المجد المحق في شيء: «حسبي الله» لا يخيب أمله ولا يضيع رجاؤه. و (حسبل) قال:

حسبي الله مثل حمدل قال: الحمد الله وسبحل قال: سبحان الله، وجعفل قال: جعلني الله فداءك. وفي الكلام إشارة إلى أن من يعني بمعرفة هذه الحروف يصير بها ذا شرف ونفاسة كالجيد العاطل إذا حلّي بالقلائد السمينة.

<<  <   >  >>