للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمثلة أم اتصل به نحو: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً، يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ. وسواء كان مجردا من التوكيد كهذه الأمثلة أم مصاحبا له نحو:

فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ، لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ. فإطلاق الناظم تناول هذه الأنواع كلها، فأهل (سما) والكسائي يقرءون بكسر السين في هذه الأنواع وأشباهها حيث وقعت في القرآن المجيد، وقد يقال: إن الفعل المضارع في أصل وضعه صالح للحال والاستقبال ويعينه لأحد المعنيين: قرينة لفظية أو حالية، وظاهر كلام الناظم يفيد أن محل الاختلاف بين القراء هو الفعل المضارع الدال على الاستقبال فهل الحكم كذلك، أو محل الاختلاف: هو الفعل المضارع مطلقا، وإذا كان الأمر كذلك، فما معنى قول الناظم (مستقبلا)؟

ويجاب عن هذا بأن محل اختلاف القراء هو الفعل المضارع مطلقا، سواء كان للحال أو للاستقبال. وأما قول الناظم: (مستقبلا) فمعناه: الصالح للاستقبال سواء استعمل فيه أم في الحال، فالمراد الاحتراز عن الماضي وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين في هذا الفعل حيث ورد وكيف أتي في القرآن العظيم. وقول الناظم: (مستقبلا) بدل بطريق المفهوم على أن الفعل الماضي لا خلاف فيه بين القراء نحو: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا، وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ*. وقوله (ولم يلزم إلخ) الضمير فيه يعود على الكسر وقياسا مفعول به ليلزم. و (مؤصلا) صفة قياسا.

المعنى: أن كسر السين في (يحسب) لم يوافق القياس الذي جعل أصلا يعتمد عليه بل خرج عنه؛ لأن الفعل الماضي المكسور العين مثل: فهم علم، فقه شرب. القياس في

مضارعه فتح العين نحو: يفهم يعلم يفقه يشرب. وحينئذ تكون قراءة الكسر سماعية وقراءة الفتح قياسية.

٥٣٩ - وقل فأذنوا بالمدّ واكسر فتى صفا ... وميسرة بالضّمّ في السّين أصّلا

قرأ حمزة وشعبة فآذنوا بحرب بالمد أي: بإثبات ألف بعد الهمزة، ويلزم من إثبات ألف بعدها فتحها وبكسر الذال، وقرأ غيرهما بهمزة ساكنة مع فتح الذال كما نطق به. وقرأ نافع مَيْسَرَةٍ بضم السين، وقرأ غيره بفتحها.

<<  <   >  >>