للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الحكم ثابت في لفظ ها أَنْتُمْ* في جميع مواضعه.

٥٦٠ - وفي هائه التّنبيه من ثابت هدى ... وإبداله من همزة زان جمّلا

٥٦١ - ويحتمل الوجهين عن غيرهم وكم ... وجيه به الوجهين للكلّ حمّلا

٥٦٢ - ويقصر في التّنبيه ذو القصر مذهبا ... وذو البدل الوجهان عنه مسهّلا

المعنى: أن ها من ها أَنْتُمْ* حرف فيه معنى التنبيه في قراءة ابن ذكوان والكوفيين والبزى، وحرف التنبيه يدخل على أسماء الإشارة وعلى الضمائر ودخل هنا على الضمير الذي هو أنتم، والذي دلنا على أنها للتنبيه عند هؤلاء وليست بدلا من الهمزة:

أنهم أثبتوا الألف بعد الهاء وهم لا يدخلون ألفا بين الهمزتين، وأما في قراءة قنبل وورش فالهاء بدل من همزة الاستفهام، والأصل (ء أنتم) إذ ليس من مذهبهما إدخال ألف بين الهمزتين أيضا ولا ألف عندهما هنا فلم تكن للتنبيه، وإنما لم يسهل قنبل الثانية؛ لأنه قد أبدل الأولى هاء فلم تجتمع في الكلمة همزتان، وأما ورش فسهلها نظرا للأصل.

وأما في قراءة قالون وأبي عمرو وهشام؛ فيحتمل أن تكون ها للتنبيه عندهم وسهل الهمزة قالون وأبو عمرو وعلى خلاف مذهبهما، كما سهل البزى همزة لَأَعْنَتَكُمْ ويحتمل أن تكون الهاء عند هؤلاء بدلا من الهمزة؛ لأن مذهبهم إدخال ألف الفصل بين الهمزتين من كلمة مع تسهيل الثانية وهم يكتبون الألف هنا ويسهلون الهمزة، فكان ذلك دليلا على أن الهاء عندهم مبدلة من الهمزة، ثم إن جماعة من علماء القراءة من ذوى الرأى المسموع والقول المقبول ذكروا احتمال الوجهين للقراء السبعة ولكن العلامة محرر الفن ابن الجزري رد هذا القول واعتمد القول الأول وهو أن ها للتنبيه عند الكوفيين والبزي وابن ذكوان، ومبدلة من الهمزة عند ورش وقنبل، ومحتملة لهذين الوجهين عند قالون والبصري وهشام. ومعنى قوله (ويقصر في التنبيه ذو القصر إلخ) أننا إذا قلنا: إن ها للتنبيه يصير المد في ذلك عند من يثبتون الألف من قبيل المنفصل فيقصره من مذهبه القصر، ويوسطه من مذهبه التوسط، ويمده من مذهبه المد ومذاهب القراء في المنفصل معلومة. وقوله (وذو البدل الوجهان عنه مسهلا) قال الإمام

<<  <   >  >>