بتخفيف النون؛ أى إسكانها وتكسر في الوصل للتخلص من الساكنين، وبرفع الهاء من لفظ الجلالة في الموضعين، فتكون قراءة الباقين بتشديد النون مفتوحة ونصب الهاء من لفظ الجلالة في الموضعين، واحترز بقوله (الأولين) عن الموضعين الأخيرين في السورة وهما: وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ، وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ. فلا خلاف بين القراء في تشديد النون وفتحها ونصب هاء لفظ الجلالة بعدها في الموضعين.
قرأ ابن عامر والكوفيون: ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ بتخفيف الهاء ومن ضرورته سكون الواو، فتكون قراءة أهل سما بتشديد الهاء ومن ضرورته فتح الواو وقوله:
(وفيه لم ينون لحفص) معناه: أن حفصا قرأ لفظ مُوهِنُ بحذف التنوين، فتكون قراءة غيره بإثبات التنوين. وقوله (كيد بالخفض عولا) معناه: أن حفصا قرأ بخفض دال كَيْدِ فتكون قراءة غيره بنصبها، فيتحصل من هذا كله: أن ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي يقرءون مُوهِنُ بسكون الواو وتخفيف الهاء، وبالتنوين ونصب دال كَيْدِ وأن حفصا يقرأ بسكون الواو وتخفيف الهاء وحذف التنوين وخفض دال كَيْدِ وأن نافعا وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بفتح الواو وتشديد الهاء مع التنوين ونصب دال كَيْدِ.
٧١٨ - وبعد وإنّ الفتح عمّ علا وفي ... هما العدوة اكسر حقّا الضّمّ واعدلا
قرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح همزة إِنْ في قوله تعالى وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الواقع بعد قوله تعالى: مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ فتكون قراءة غيرهم بكسر الهمزة واحترز بقوله (وبعد) عن الواقع قبل مُوهِنُ وهو: وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ، وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ. فقد اتفق السبعة على قراءة الموضعين بفتح الهمزة. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى [تصوير]
بكسر ضم العين في الموضعين فتكون قراءة غيرهما بضم العين فيهما.