٧٩٨ - وفي النّور واخفض كلّ فيها والارض ... هاهنا مصرخيّ اكسر لحمزة مجملا
٧٩٩ - كها وصل أو للسّاكنين وقطرب ... حكاها مع القرّاء مع ولد العلا
قرأ نافع وابن عامر: إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللَّهِ برفع خفض الهاء في لفظ الجلالة سواء ابتدءا به أم وصلاه بما قبله، فتكون قراءة الباقين بخفض الهاء. وقرأ حمزة والكسائي: الم تر أنّ الله خالق السماوات والأرض بالحقّ في هذه السورة، والله خالق كلّ دابّة من مّاء في سورة النور، بمد الخاء أي إثبات ألف بعدها وكسر اللام ورفع القاف وخفض وَالْأَرْضَ هنا وكُلَّ في النور فتكون قراءة الباقين بقصر الخاء؛ أي حذف الألف بعدها وفتح اللام والقاف ونصب الأرض هنا في سورة النور. وقرأ حمزة: بِمُصْرِخِيَّ بكسر الياء المشددة، وقرأ [تصوير]
غيره بفتحها. وقوله (مجملا) حال من فاعل اكسر أي اكسرها حال كونك آتيا بالقول الجميل والتعليل الحسن في قراءتها، وقد ذكر الناظم لقراءة حمزة توجيهين:
الأول: أن هذه الياء كهاء الوصل؛ أي الضمير، وهاء الضمير تكسر بعد الكسر نحو بِهِ* أو الياء الساكنة نحو عَلَيْهِ* ووجه المشابهة: أن الياء ضمير كالهاء كلاهما على حرف واحد، وقد وقع قبل الياء هنا ياء ساكنة فكسرت كما تكسر الهاء في عليه. ومعنى المصرخ: المغيث وأصل بِمُصْرِخِيَّ مصرخيني حذفت النون للإضافة، فالتقت الياء التي هي علامة الجمع مع ياء الإضافة وأدغمت فيها، وكسرت ياء الإضافة لوقوعها بعد ساكن، وهذا معنى قوله (كها وصل).
الوجه الثاني: أن يكون كسرها لالتقاء الساكنين وذلك بأن تقدر ياء الإضافة ساكنة وقبلها ياء الإعراب ساكنة، فكسرت ياء الإضافة على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وهذا معنى قول الناظم (أو للساكنين) قالوا: وهي لغة بني يربوع حكاها عنهم قطرب والفراء وأبو عمرو بن العلاء:
٨٠٠ - وضمّ كفا حصن يضلّوا يضلّ عن ... وأفئيدة باليا بخلف له ولا
قرأ ابن عامر ونافع والكوفيون بضم الياء في: لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ هنا، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ في الحج، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ