والشين والياء، وأقصى حافة اللسان- أي أولها- يخرج منه الحرف الذي تطول إلى الموضع الذي يلي الأضراس يعني من أقصاها إلى ما يلي الأضراس اليسرى وهو الكثير الغالب، أو اليمنى وهو قليل، أو اليسرى واليمنى معا وهو صعب نادر. وهذا الحرف هو الضاد المعجمة، ويخرج من أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه بين أدنى الحافة وما يليه من الحنك الأعلى حرف اللام.
وقوله:(ودونه ذو ولا) معناه: دون هذا الحرف وهو اللام حرف (ذو ولا) أي متابعة له؛ يعني النون فمخرجها من طرف اللسان وما يحاذيه من لثة الثنايا العليا وهو أسفل من مخرج اللام قليلا وهذا معنى قوله (ودونه والنون) يشمل التنوين.
١١٤٣ - وحرف يدانيه إلى الظّهر مدخل ... وكم حاذق مع سيبويه به اجتلى
١١٤٤ - ومن طرف هنّ الثّلاث لقطرب ... ويحيى مع الجرميّ معناه قوّلا
يعني ومخرج حرف آخر يقارب مخرج النون وهو الراء يخرج من ظهر اللسان مع ما يحاذيه من لثة الثنايا العليا أسفل من مخرج النون مائلا إلى مخرج اللام قليلا، وهذا مذهب سيبويه ومن تبعه من الحذاق، فظهر اللسان غير طرفه والحافة غيرهما والضمير في به يعود على الظهر؛ أي أن سيبويه وجماعة من الحذاق يجعلون الراء من ظهر اللسان، وأنهم اجتلوه وكشفوه. وقوله (ومن طرف هن الثلاث إلخ) معناه: أن هذه الأحرف الثلاثة اللام والنون والراء مخرجها واحد وهو طرف اللسان وهذا مذهب قطرب ويحيى والجرمي وعلى هذا تكون مخارج الحروف عند هؤلاء أربعة عشر مخرجا. وقطرب: هو أبو علي محمد بن المستنير البصري أخذ النحو واللغة عن سيبويه وغيره. ويحيى: هو أبو زكرياء الفراء- إمام نحاة الكوفة بعد الكسائي- والجرمي بفتح الجيم هو أبو عمرو صالح بن إسحاق أحد نحاة البصرة أخذ عن الأخفش والأصمعي وغيرهما. (قوّلا) معناه نسب إليهما- يحيى والجرمي- قول بمعنى قول قطرب فالألف في قوّلا للتثنية تعود على يحيى والجرمي.
١١٤٥ - ومنه ومن عليا الثّنايا ثلاثة ... ومنه ومن أطرافها مثلها انجلا