إلا هذه المواضع الثلاثة. وعلى هذا تكون الكاف في (كيبتغ) استقصائية؛ لأنها استقصت الأمثلة كلها ولم تترك شيئا منها، والكلمة المعللة والمعلة بمعنى واحد وهي التي دخلها الإعلال بحذف أو إبدال أو غير ذلك. و (الخلى) العشب
الرطب وقد يكنى به عن الحديث الحسن أو العلم الغزير. والمراد (بالعالم الطيب الخلي) الإمام السوسي وكنى بوصفه بطيب الخلى عن حسن حديثه وغزارة علمه.
١٢٥ - ويا قوم ما لي ثمّ يا قوم من بلا ... خلاف على الإدغام لا شكّ أرسلا
لما كان يتوهم أن قوله تعالى: وَيا قَوْمِ ما لِي بغافر، وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي بهود، مثل يَبْتَغِ غَيْرَ، وَإِنْ يَكُ كاذِباً، يَخْلُ لَكُمْ في جواز الوجهين الإدغام والإظهار نظرا إلى حذف الياء منه؛ إذ الأصل: ويا قومي، فتكون الكلمة معتلة كالكلمات الثلاث، رفع الناظم هذا الوهم ببيان أنه لا خلاف عن السوسي في إدغام هاتين الكلمتين؛ لأن كلمة يَقُومُ* ليست مثل يَبْتَغِ إذ لم يحذف من أصولها شيء فليست معتلة، وأما الياء المحذوفة منها فليست من بنية الكلمة؛ بل هي كلمة مستقلة وهي تحذف على اللغة الفصحى، وحذفت من المصاحف فكانت بمثابة العدم. وقوله (لا شك أرسلا) أي أطلق هذان اللفظان على الإدغام من غير تقييد؛ إذ ليس فيهما ما يمنع الإدغام.
١٢٦ - وإظهار قوم آل لوط لكونه ... قليل حروف ردّه من تنبّلا
١٢٧ - بإدغام لك كيدا ولو حجّ مظهر ... بإعلال ثانيه إذا صحّ لاعتلا
المعنى: من رواة الإدغام عن السوسي قوم أظهروا اللام في كلمة آلَ لُوطٍ* في الحجر والنمل والقمر. ولم يدغموها في اللام بعدها محتجين لهذا الإظهار بقلة حروف هذه الكلمة، وقد رد هذا الاحتجاج من رسخت في العلم قدمه وارتقت فيه منزلته بأنهم أجمعوا على إدغام الكاف في الكاف في قوله تعالى في يوسف: فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً مع كونه أقل حروفا من آلَ لُوطٍ* فلو كانت قلة الحروف مانعة من الإدغام لكان منع الإدغام في لك كيدا أولى من منع الإدغام في آلَ لُوطٍ* لكونه أقل حروفا منه، ولكنهم أدغموا الكاف في الكاف في لَكَ كَيْداً اتفاقا. فدل ذلك على أن قلة الحروف لا دخل لها في منع